الاثنين، 7 فبراير 2011

في حب الله ..









عندما تتعقد كل أمورك و تنهار كل عزيمتك و تشعر أنك هالك لا محالة تجد نفسك ترفع يديك لتطلب نجدته لأنك تحبه.. أنا أحبه.. و هو يحبه.. و هي تحبه.. انه الله
 . 
قال الله تعالى: (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) الرعد -(28).

و اذا اطمأن القلب سكنت الجوارح و خف بها من أمراض نتيجة التوتر العصبي و القلق النفسي و الاكتئاب، بل ان ذكر الله يقوي البدن و يطرد الشيطان.


عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة ، هيا بنا معا" نمضي في حب الله .. ما أحلاها من كلمة و ما أرقاها من معنى ، كلمة حروفها قليلة لكنها تعني الكثير و الكثير ، جرب معي نطق هذه الكلمة، لكن أرجوك انطقها من قلبك ، هل شعرت معي بارتياح شديد ، صدق الله العظيم عندما قال :(( ألا بذكر الله تطمئن القلوب))الرعد -(28). 
هذا فقط عندما تقول هذه الكلمة من قلبك ، ماذا لو أحببت حامل هذا اللقب.


بالتأكيد كل منا يشعر بالضيق و الألم و هكذا تستمر الحياة و كل منا يصيب و يخطىء نعم فنحن بشر لكن ما هو احساسك لو تقربت من الله في وقت الضيق ألن تجد من ينصرك وقتها، و ما أجمل الاحساس بالنصر بعد الضيق و الشدة و الشعور بالألم و الانهيار، انه احساس جميل ، اسأل من جربه مثلي، نعم فلقد أحسست يوما" ما بضيق فظيع و ملل قمت و توضأت و صليت ركعتين و توسلت الى الله أن يبعد عني كل هم و ضيق و بمجر أن انتهيت من أداء الصلاة و الدعاء سمعت خبرا" أفرحني كثيرا" و نسيت ما كنت أشعر به من ضيق و ملل، لقد استجاب الله لي دعائي في أقل من دقائق و هذا لأني لجأت اليه وقت شدتي ، جرب أن تفعل ما فعلته حينما تشعر بالضيق، لماذا جميع الفنانين ( لا يستحقون الا هذا اللقب لانه يعني في قاموس اللغة الحمار الوحشي ) يشعرون دائما" بضيق و هذا من سيطرة الشيطان عليهم بسبب بعدهم عن الله عز و جل ، فان الشيطان يتقرب ممن يبعد عن الله ، عزيزي القارىء و عزيزتي القارئة اذكروا الله دائما" فقد قال في كتابه الكريم: (( فاذكروني اذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون )) البقرة -(152).


و في قوله في سورة الأحزاب من الاّّّية (35): 
(( و الذاكرين الله كثيرا" و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا" عظيما" ))، أعزائي يجب أن نحرص على أن نكون من الذاكرين الشاكرين لله تعالى و هو الوسيلة الفعالة و العلاج الناجح لطرد الشيطان من نفس الانسان. 
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((لا يقعد قوم يذكرون الله عز و جل الا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة و نزلت عليهم السكينة و ذكرهم الله فيمن عنده )) رواه مسلم . 
ما أروعه من احساس عندما تكون جالسا" و الملائكة تدور من حولك و تحفك حينما تجلس و لسانك ينطق أطيب الكلام و أفضله و في نفس الوقت انظر لتصرفات الكافر عندما يكون جالسا" مع جماعة من أمثاله تجده يسب و يلعن و الملائكة تبتعد عنه و يكون بينها و بينه أميال و تخيل نفسك لو كنت جالسا" مع شخص بلا أخلاق سيء الكلام لا يتوكل على الله و يعقد كل أمورك.

يااااااااه.. انه احساس بشع لا يوصف. 

أخي القارىء و أختي القارئة.. حاول أن تجرب هذا الاحساس انها نصيحة من أخت لك في الله أحبت الله و مازالت تحبه و ستظل تحبه و تتوكل عليه و لم و لن يخذلها الله تعالى عندما استعانت به، انه حقا" احساس يغمرني بالسعادة حينما أتذكر ربي في كل تصرفاتي و حينما أضع في ذهني أنه يراني أشعر باحساس رقيق .. أعذرني أخي و أعذريني أختي لا أقدر أن أعبر به هنا فيصفحتي فلو أردت ذلك سوف لن أنتهي ، أنا حقا" معذورة و لك أن تتأكد من ذلك حينما تجرب ، نعم حينما تجرب أن تعبد الله كأنك تراه فقد قال رسول الله صلىالله عليه و سلم في حديثه الشريف : (( اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك )).


أخي و أختي هيا بنا نتعمق أكثر في حب الله تعالى فان هذه الدنيا مهماامتلأت بالجمال فلن تعادل ذرّة من جمال الجنة والله على وعده دائما" لم و لن يخلف وعده مهما حصل ، لكن انتبه أخي و انتبهي أختي فلن تتمكني من دخول الجنة الا بشروط كل منا يعرفها حق معرفة لكن لا يؤديها حق أداء ، لكن اعلموا أن الله رحيم خبير كما قال في كتابه الكريم ، لكن أولا" عليكم أن ترحموا من في الأرض حتى يرحمكم من في السماء هكذا قال رسولنا الكريم صلى اللهعليه و سلم.

و الاّن كيف نحب الله تعالى؟ نحب الله سبحانه و تعالى بالتفكر في مخلوقاته و نشعر بقدرته في خلق هذه المخلوقات الجذابة و الكائنات الخلابّة فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل الاسلام كان يتعبد اللهسبحانه و تعالى و يجلس و يتفكر و يتأمل في مخلوقاته قبل أن يعرف هذه القدرة العظيمة ألا و هي الله سبحانه و تعالى ، ألست تتفق معي فيما أقول ؟! عجبا" لأمر الكافر الجاحد الذي لا يؤمن بوجود الله تعالى عز و جل ، كان الله في عونه فلقد فقد كل مشاعر الحب و معاني الحنان و أسأل الله له الشفاء العاجل من مرض الشرك. 
و لكي تحب الله أكثر و أكثر اقترب منه بصلاتك و دعائك فان الصلاة تقرب العبد من ربه ، أيضا" عندما تشعر بالوحدة و أنه لا يوجد من معك ماذا لو جربت اللهسبحانه و تعالى كصديق ترمي و تشكي و تحكي اليه كل همومك صدقني فهو احساس أكثر من رائع لا يعرف معناه سوى من جربه ، ماذا لو أحببت ربك بصدق؟!! انه شعور مختلف حقا" فلو توصلت لهذا القدر من الحب سوف ترى الحياة بمعنى و شكل و لون اخر و ستكون من أبهى الألوان لديك . 
ان حب الله تعالى يدفعنا الى الصلاح و التقوى كما انه يقوي ايماننا ويعزز أواصر الترابط بين العبد و ربه و بالتالي تزيد أعمالنا الصالحة الطيبة و حتى يتقبلها مناالله تعالى يجب أن نفعلها باخلاص و صدق نية. 
ان حب الله تعالى ليس مجرد كلمات ننطقها عندما نقول أنا أحب الله تعالى بل انه معنى و احساس و شعور برابطة قوية بين العبد و ربه تجعل هذا العبديستعين دائما" بالله تعالى و يتوكل عليه في كل أعماله و تجده انسانا" محبوبا" ممن حوله عاقلا" في فكره سوف يجد أن الله سبحانه و تعالى دائما" معه و دائما" في عونه و سوف ييسر له كل أموره في دنياه و اخرته.



قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب الفوائد :- 
(( حقيقة التوكل هو اعتماد القلب على الله وحده ، فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها و الركون اليها ، كما لا ينفعه قوله توكلت على الله مع اعتماده على غيره و ركونه اليه و ثقته به ، فتوكل اللسان شيء و توكل القلب شيء ، كما أن توبة اللسان مع اصرار القلب شيء ،و توبة القلب و ان لم ينطق اللسان شيء ، فقول العبد توكلت على الله مع اعتماده على غيره مثل قوله :- تبت الى الله و هو مصّر على على معصيته مرتكب لها )). 
قال سبحانه و تعالى :-(( و من يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم )) الأنفال -(49). 
و قال عز و جل :- (( و من يتوكل على الله فهم حسبه ان الله بالغ أمره قد جعلالله لكل شيء قدرا" )) الطلاق -(3). 
(( حسبنا الله و نعم الوكيل )) ال عمران -(173). 
(( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم )) التوبة -(139). 
يجب أن نعرف الله جيدا" حتى نحبه و ذلك بالتفكر في اياته الكونية و مخلوقاته و بالتفكر في أسمائه و صفاته من القران و السنة .


و الان انظر كيف سستغير حياتك لو أحببت الله بصدق ...!!!!!!! 
أخي و أختي:

لو حسيت مرة بألم.. لو حسيت بانهيار .. جرب تقرب من ربنا .. هو أحسن جار.. و هيبعد عنك أي فكرة انتحار.. 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق